آخر الأخباراخبار منوعة › حكايات القصور.. الحلقة الأخيرة: الخديوي إسماعيل واستعادة أراضي الدولة.. وبيع «الأزبكية»!

صورة الخبر: حكايات القصور.. الحلقة الأخيرة: الخديوي إسماعيل واستعادة أراضي الدولة.. وبيع «الأزبكية»!
حكايات القصور.. الحلقة الأخيرة: الخديوي إسماعيل واستعادة أراضي الدولة.. وبيع «الأزبكية»!

تختتم «بوابة الشروق» اليوم سلسلة حلقات مسلسلة روت طرائف ولطائف من حياة حكام مصر في العصر الحديث، من واقع حكايات موثقة كتبها أشخاص معاصرون لهم في مذكراتهم أو كتبهم السياسية، أو رواها الحكام عن أنفسهم.

ولم ترتبط «حكايات القصور» بأحداث خاصة بشهر رمضان، وإن كان بعضها كذلك، كما لم تقتصر «الحكايات» على القصص ذات الطابع الفكاهي، أو المفارقات التي تعكس جوانب خفية في كل شخص، بل كان بعضها مرتبطا بأحداث سياسية واجتماعية مهمة في تاريخ مصر.

وإلى الحلقة التاسعة والعشرين والأخيرة:

بعدما تولي الخديوي إسماعيل حكم مصر والسودان في 1863 بساعات قليلة صرح بفكرة كانت تراود نوبار باشا منذ عهد سلفه، سعيد باشا، ألا وهي تقسيم حديقة الأزبكية وبيعها!

كانت الأزبكية حديقة كبيرة في القاهرة، أصلها بحيرة قديمة تم تجفيفها وحمايتها من مياه الفيضان، وكانت تصطف على جانبيها أشجار رائعة زرعها محمد علي باشا، وكانت تتجمع جموع غفيرة من الشعب في هذه الحديقة مساء كل يوم؛ لتتنزه وتشرب القهوة أو البوظة على أنغام الموسيقى الشرقية تحت سماء القاهرة بنجومها، وكانت تعكس دائما الجو الشرقي في مشهد حالم يأخذ العقول بعيدًا عن الواقع.

وهو ما أثار تساؤل نوبار، وكان يعمل مترجمًا للوالي في هذا التوقيت، ودهشته مما يفكر إسماعيل في الإقدام عليه ليؤدي إلى قطع الاشجار التي زرعها جده محمد علي، وراقب نموها لتحل محلها العمائر والمنازل القبيحة من أجل جمع المال!.."هل كان من حقه أن يقسم ويعرض حديقة عامة ومكانًا للترويح عن شعب بأكمله للبيع؟!".

وكان يرى أن أصحاب المنازل التي تحيط بالحديقة من حقهم، في هذه الحالة، أن يشكوا ويطالبوا بالتعويضات ضد هذا الإجراء الذي من شأنه أن يضيع قيمة منازلهم التي تطل على الحديقة!
وكانت هناك أفكار أخرى تشغل بال إسماعيل في هذا السياق منها ما عرضه على نوبار أيضَا بشأن الموظفين الذين نالوا مخصصات من الأراضي بدلًا من المعاش، وكان إسماعيل يجهل أن نوبار نفسه هو من أشار على سعيد بهذه الفكرة!

وكان معظم الموظفين سعداء بوضعهم الجديد؛ فبدلًا من معاش كان يصرف لهم بصفة منتظمة، أصبحت لديهم أراض بإمكانهم التعيش منها، وهناك عدد من الموظفين لم يعجبهم هذا القرار باعتبار أن الأراضي لم تكن تربتها جيدة.

وكان إسماعيل يعتبر الموظفين ضحايا لقرار"فردي"، ونوى تصحيح هذا "الظلم" بشكل نهائي وإعادتهم إلى الخدمة، وإعطاءهم وظائف في الإدارات، ومن ثم يجب إعادة هذه الأراضي التي تملكوها إلى الحكومة.

وكان الموظفون فرحين بعودتهم للخدمة حتى لو كان على حساب تركهم أراضيهم؛ حيث إن المصري بطبعه "موظف"، بل إن الوظيفة تمثل له السلطة، وأشد دليل على ذلك هو أن عضوًا في أسرة أحد العمد في هذا التوقيت كان مستعدًا أن يبادل مركزه كعمدة منتظر ويضحي بجزء من ثروته كي يشتغل في خدمة الحكومة، ويحصل على وظيفة حتى لو كانت صغيرة، لكنها ستسمح له بتوسيع نفوذه وتأثيره بشكل أوسع عما كانت عليه في قريته الصغيرة!

ولكن بعد أن بدأ تفعيل قرار استرداد الدولة الأراضي، أعيد بعض الذين قد أحيلوا للمعاش من الذين كانوا يتمتعون برضا إسماعيل وحمايته، أما باقي الموظفين فلم يتكلم أحد عنهم، وأُعيدت الأراضي السيئة إلى الحكومة، أما الجيدة فتم ضمها إلى خاصة الوالي الذي وسع بذلك من ممتلكاته الخاصة على حساب الموظفين!

- المصدر: «مذكرات نوبار باشا»، دار الشروق

المصدر: الشروق

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على حكايات القصور.. الحلقة الأخيرة: الخديوي إسماعيل واستعادة أراضي الدولة.. وبيع «الأزبكية»!

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
57125

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

اعلن مجانا عن سيارتك
Advertisements
حمل تطبيق كارز داير الآن..
حمل تطبيق كارز دايرحمل تطبيق سيارات كارز داير مجانا
اضف سيارتك مجانا في كارز داير
كل الوقت
30 يوم
7 أيام