“تقرير” هل سنرى ظاهرة شراء السيارات على الإنترنت في العالم والخليج قريباً؟

هل فكرت يوما ما في شراء سيارتك عبر الإنترنت بدلا من الذهاب لصالة عرض تقليدية أو سوق سيارات مستعملة أو خلافه؟.. هذا ما يحدث في الصين بالتدريج، حيث استهلت هناك انتقالة عميقة في سوق السيارات الأكبر في العالم، تحديدا تجاه عملياء الشراء والبيع الإلكترونية وصالات العرض الرقمية، والتي تستهدف اختصار الوقت والمال.

هذه الانتقالة هي انعكاس مباشر لازدهار السوق الإلكترونية في الصين، والمسؤول عن 47% من جميع المبيعات الرقمية حول العالم، كما من المتوقع أن يصل حجمه إلى 1.7 تريليون دولار بحلول 2020، حيث من السهل انتقال العميل من شراء جميع ملابسه وبقالته وأجهزته الكهربائية على الإنترنت إلى شراء سيارته كذلك على منصة رقمية.

من أهم العوامل التي دفعت إلى هذه الانتقالة في الصين هي انخفاض كثافة صالات عرض السيارات مقارنة بعدد السكان، ما يعني أنه من الأسهل فحص وشراء السيارة إلكترونيا بدلا من الذهاب لمتجر بعيد عن منزلك.. ويُذكر أنه في عام 2016، تم بيع مليون سيارة في الصين على الإنترنت بقيمة 15 مليار دولار، وهو رقم لا يستهان به إطلاقا.

وقد أظهرت إحصائيات أخيرة أن 23% من الصينيين الذين يتراوح سنهم بين 18 و24 سنة يشترون سياراتهم على الإنترنت، وقد بدات صانعات السيارات باستغلال هذه الفورة الإلكترونية للتسويق لمنتجاتها، حيث اعلنت فورد الأسبوع الماضي عن تكوين شراكة مع شركة علي بابا، ما يعني إمكانية بيع سيارات فورد قريبا على منصات علي بابا الرقمية.

في الواقع، فورد هي وافد متأخر في هذا المجال، حيث دشنت بي إم دبليو ومازيراتي وشيري وشركات سيارات أخرى متاجر رقمية بالفعل تابعة لعلي بابا لبيع سياراتهم هناك، كما يحظى السوق الإلكتروني للسيارات برضى وموافقة السلطات الحكومية، حيث سمحت وزارة التجارة الصينية في يوليو للتوكيلات ببيع السيارات بدون الحصول على موافقة رسمية من الشركة المصنعة، ما يفتح الباب على مصرعيه للمبيعات الرقمية.

بالطبع هذا لا يعني ان التوكيلات وصالات العرض التقليدية ستختفي بين ليلة وضحاها، خاصة مع مشاكل الجودة والشفافية التي تواجهها المبيعات الإلكترونية، خاصة للسيارات المستعملة.. ولكن إذا كان بإمكان العميل التأكد تماما من سيارته رقميا بنفس درجة تأكده واطمئنانه عند رؤيتها على أرض الواقع، فماذا يمنع من شراء السيارة مباشرة على الإنترنت؟.

المصدر: المربع نت