الواقع المعزز يجلب الإنترنت إلى الحياة
تأسس الويب في 1989، وعلى مدار التسعينات لم يكن استخدامه منتشرا بين الناس، واستمر الحال على ذلك في بداية الألفينات، لكن منذ ما يقرب من 10 سنوات تغير الحال تماما، وفي 2017 أصبح جزءً لا يتجزأ من حياة البشر اليومية.
في البداية لم يكن هنالك كثير من المحتوى المتوفر في فضاء الإنترنت، لكن محتواه حاليا قد تسبب بـ”امتصاص” العالم الواقعي ومن يعيش فيه.
الآن، يتجه الإنترنت إلى خطوته القادمة عبر الواقع المعزز وإلى جانبه الواقع الافتراضي، وبدلاً من التفاعل عبر الشاشات يتيح الواقع المعزز للمستخدمين التفاعل مع الإنترنت من حولهم بالأبعاد الثلاثية، في حين أن الواقع الافتراضي ينقلك إلى عوالم مختلفة تماما.
حاليا، عتاد الواقع المعزز والواقع الافتراضي ليس جاهزا بعد كما أن التطبيقات بمجالهما محدودة للغاية، ولكن يوما بعد يوم يقوم الناس بأنحاء العالم بتطوير تطبيقات لهكذا تقنيات لجلبها إلى واقعنا، سيكون الواقع المعزز في كل شيء حولنا، التعليم، الفن، الأعمال، الرياضة، السفر، الترفيه، كل شيء سيتحسن وسيتغير بشكل جذري، تماما كما فعل الإنترنت بالعالم.
تخيل أنك تنظر إلى شخص ما وتعرف كل البيانات المتاحة عنه، أو تسافر إلى غابات الأمازون وترى كل ما فيها بأم عينك، أو حتى مقابلة أصدقاءك بأي مكان بالعالم على الفور، تدخل إلى عالم لعبة ما وتحارب بجانب الوحوش، هذا هو بالضبط ما ستؤول إليه الأمور.
هنالك أيضا ما يعرف بالواقع المختلط، وهو يجمع بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي، وهو يبدو ضبابيا نوعا ما ولكن اختصارا فهو يسمح للمستخدم بالتفاعل مع العالم الرقمي في العالم الواقعي، ومايكروسوفت هي من أبرز المشاركين بتطوير التقنية، وكذلك شركة Magic Leap والمُستثمر بها 1.4 مليار دولار لأجل مشروعها فائق السرية بالمجال
إلى أين تتجه الأمور؟
لم يمضي سوى ما يزيد عن 20 عاما بقليل على وصول الإنترنت لعالمنا، وانتشاره بشكل كبير مر عليه نصف الفترة، ولكن ما حققه حتى الآن هو “ثوري” بكل المقاييس وتأثيره على حياة الجميع مستمر في التوسّع.
بكل هؤلاء المستخدمين للإنترنت حول العالم، ما الذي سيتغير خلال الـ 20 عاما المقبلة؟ بكل تأكيد سيزداد تسارع التطوّر الذي سينشأ عنه، مقارنة بما جرى في العقدين الماضيين.
الواقع المعزز، الواقع الافتراضي، الواقع المختلط، هذه الأدوات هي ما ستدفع العالم الرقمي إلى حياتنا الواقعية، وفي النهاية سيكون الإنترنت بكل مكان حولنا بدلاً من الشاشات، بمعنى أدق، سيُجلب الإنترنت إلى الحياة.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!