تقنية جديدة وغير متوقعة لعلاج الخوف من العناكب
رجحت دراسة نشرت في مجلة (Human Brain Mapping) أن الخوف من العناكب من الممكن علاجه عبر جعل الدماغ يتعامل مع هذا الخوف في لا وعي الإنسان. وأشارت صور دماغية لمجموعة من الأشخاص جرت عليهم الدراسة، إلى أن دماغ كل منهم كان يعمل لبذل جهد مضاعف لإبداء ردود الفعل النفسية والحركية المناسبة والأقل حدة تجاه محفزات الخوف في الحالات التي لم يدرك فيها "وعي الشخص" وجود هذه المحفزات.
وتناولت الدراسة أنواع الخوف التي يصنفها علم النفس تحت مسمى الفوبيا أو الخوف المرضي (Phobia) الذي قد يؤثر على سير حياة المريض اليومية، و نظراً لأن الفوبيا أكثر انتشاراً بين النساء، تم إجراء التجربة على مجموعة من النساء.
وفي الدراسة تم عمل تجربة على فئتين من النساء، الفئة الأولى كانت تعاني من خوف مرضي من العناكب، والثانية لم تكن تخاف العناكب. وتم عرض صور للزهور على الفئة الأولى ثم إدخال صور عناكب عرضت لأجزاء من الثانية بشكل متفرق أثناء عرض صور الزهور تباعاً على كل امرأة، ثم تم تعريض هذه الفئة لصور العناكب بشكل مباشر ولفترة طويلة، وتمت مراقبة النشاط الدماغي لكل امرأة طوال فترة التجربة، لتظهر التجربة نشاطاً معيناً في مناطق الدماغ المسؤولة عن الخوف، والمفاجئ هنا أن الشعور بالخوف من العناكب ظهر أنه تدنى عند النساء اللواتي كن يعانين من الفوبيا.
هذا وأشار الباحثون إلى أن هذه التقنية من الممكن استعمالها لجعل الأطفال يواجهون مخاوفهم ويتغلبون عليها، إذا أن التقنيات العلاجية الحالية تعتمد على جعل المرضى يواجهون مخاوفهم مباشرة دون مقدمات، ما قد يتسبب بتوتر وتعب وإرهاق نفسي مضاعف للمرضى بدلاً من تحسين حالتهم.
وقال الباحث الرئيسي وراء الدراسة الصادرة الدكتور بول شيجيل (Paul Siegel)" على عكس ما كنا نعتقده أو ما قد يبدو بديهياً لأي منا، جاءت الدراسة لتظهر أن الدماغ يستطيع تحليل محفزات الخوف والتعامل معها بشكل أفضل إذا تعرض لها الشخص دون أن يدرك وعيه أنه يتعرض لها! لذا، فربما الخطوة الأولى لجعل شخص يواجه مخاوفه تكمن في جعله لا يدرك بأنه يتعرض لمحفزات الخوف".
وعقب الدكتور برادلي بيترسون (Dr Bradley Peterson)، المسؤول عن قسم النمو العقلي للطفل في مستشفى الأطفال في لوس أنجيلوس، إن هذه التقنية قد تكون فعالة في علاج الأطفال الذين لديهم خوف مرضي من أشياء بعينها، ولكن ولاستعمال هذه التقنية يجب تحديد ما يخاف منه كل طفل بشكل دقيق
بينما قد يبقى علاج المواجهة المباشرة لمخاوف الشخص علاجاً ناجعاً، إلا أنه لا يجدي نفعاً في حالات الخوف المرضي الأكثر شدة وتعقيداً، لذا ظهرت الحاجة لتقنيات جديدة مثل التقنية التي خرجت بها الدراسة. ومن الجدير بالذكر أن من أكثر أنواع الفوبيا انتشاراً في بريطانيا: الخوف من التقيؤ، الخوف من الطيران، الخوف من التفاعل مع الأشخاص، الخوف من المرض، الخوف من احمرار الوجه، الخوف من قيادة المركبات، الخوف من العناكب.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!