هل يسبب منزلك الأمراض؟ تغييرات بسيطة لحياة صحية!
هل منزلك الجميل هو السبب في مرضك؟! قد تفاجئك الإجابة، إلا أن الوقائع تقول أن هذا محتمل! غازات لا رائحة لها، حشرات لا تراها، رطوبة وعفن في زوايا خفية، وغيرها! كلما ازداد تعرضك لها كلما ازدادت قابليتك لالتقاط الأمراض وإصابتك بتعب وإجهاد تظنه مجهول الأسباب!
قد تكون الامراض التي يسببها لك منزلك بسيطة وذات اعراض خفيفة تظهر وتختفي بسرعة، ولكن بعضها ليس كذلك، فقد يؤدي تراكم بعض العوامل الملوثة في منزلك لتدهور صحتك دون ان تشعر بما يحدث الا بعد مرور سنوات عديدة (اقرا: ما الذي لا ينبغي تجاهله في صحة الرضيع؟). فعلى سبيل المثال، ان التعرض المستمر ولفترة طويلة لغاز الرادون من الممكن ان يتسبب بسرطان الرئة، ولكن قد يحتاج الامر لسنوات عدة حتى يصاب الشخص بهذا المرض.
وهناك العديد من الامراض التي تندرج تحت ما يسمى بالعادة بمتلازمة المنزل المريض (Sick building syndrome - SBS)، وعلى الرغم انها تختلف من منزل لاخر، الا ان هنالك مصادر محتملة للمرض تتواجد غالبا في معظم المنازل، وهذه تكون المشتبه به الاول، ويمكن النظر اليها وفحصها قبل اي شيء. ومن هذه المصادر:
دخان السجائر: ان التعرض على المدى الطويل لدخان سجائر الاخرين او دخان سجائرك، يجعلك عرضة للاصابة بسرطان الرئة، والتهاب القصبات الهوائية، ومشاكل اخرى في الجهاز التنفسي. ومن الممكن ان تتسبب كذلك في مشاكل بالقلب. لا تسمح بالتدخين في منزلك!
غاز الرادون: وهو غاز لا مرئي، لا رائحة له ولا لون، ويزيد التعرض له من فرص الاصابة بسرطان الرئة خاصة للمدخنين. وينتج غاز الرادون عن تحلل بعض الاتربة او المواد المستخدمة في البناء مع مرور السنوات.
مادة الاسبست: اذا كان المنزل تم بناؤه في فترة 1920 - 1978، قد تكون عرضة لمادة الاسبست (وممكن ان تتواجد في بعض المباني والبيوت الحديثة كذلك)، التي بالعادة تستخدم في البناء وكمادة عازلة. ان التعرض لهذه المادة بنسب قليلة قد لا يكون مؤذيا، ولكن التعرض لها بنسب كبيرة واستنشاقها بكثرة قد تزيد من فرص الاصابة بالسرطان وامراض الرئة عموما. ويستطيع بعض اخصائيي العزل والبناء القيام بفحص المنزل والتخلص من هذه المادة اذا لزم الامر.
مادة الرصاص: تحتوي العديد من البيوت على جدران واماكن تم طلاؤها بدهانات تحتوي على مادة الرصاص. فهذا الامر مثلا يتسبب بتسمم ما يقارب 900,000 طفل امريكي سنويا. لذا، احرص على صحة اطفالك عبر اجراء الفحوصات اللازمة لهم لمعرفة نسبة الرصاص في الدم. وهناك مصدر اخر للرصاص، هو الشموع المعطرة! فتبعا لرابطة الامراض البيئية في كندا (the Environmental Illness Society of Canada)، ان بعض صانعي الشموع يستخدمون الرصاص في صناعة الفتائل، ما قد يسبب اطلاق جزيئات الرصاص في الهواء عند احتراق الشموع، وهذا خطر على الصحة عموما ويغدو خطرا مضاعفا اذا كان من سكان المنزل رضيع او طفل صغير او امراة حامل (اقرا: سلامة الاسنان والحمل).
الغازات الناتجة عن الاحتراق: مثل غازات اول اكسيد الكربون واكسيدات النيتروجين وغيرها. وهذه تسبب امراضا تكون اعراضها مشابهة لاعراض الانفلونزا، او امراض في الجهاز التنفسي، او حتى الموت! لذا لا تستعمل ادوات يتم فيها احتراق الوقود دون تهوية مناسبة -مثل مدفاة الكيروسين او كانون الفحم- داخل المنزل. حافظ على اي مدخنة داخلية في المنزل نظيفة، وقم بتهويتها بشكل دوري، ونظف الافران الداخلية، وتاكد دوما من توفير التهوية المناسبة لمثل هذه المرافق. وينصح ان تقوم بتركيب جهاز يراقب نسبة اكاسيد الكربون داخل المنزل.
تلوث المياه: تاكد من ان المياه التي تصلك نظيفة ونقية، واذا كان مصدرك للمياه هو بئر خاص بالمنطقة او المنزل، تاكد من اجراء فحص سنوي للمياه للكشف عن اي بكتيريا او نترات قد تكون تسببت بتلوثها دون ان تشعر. وحسب منطقة سكنك، قد تضطر كذلك لاجراء فحوصات اخرى للكشف عن اي حشرات او كائنات طفيلية او غازات مثل الرادون او مواد كيميائية عضوية قد يكون الماء تعرض لها فسببت تلوثه.
الكيماويات المنزلية: قد تصبح بعض الكيماويات -اذا لم يتم استخدامها بشكل صحيح- خطرة. لذا، قم باختيار اقل الكيماويات خطورة لاداء المهمة المنشودة، واحتفظ بها بعيدا عن متناول الاطفال والحيوانات الاليفة، ويفضل ان يتم تخزين هذه المواد في مكان خارج المنزل.
الحشرات: حاول قدر الامكان تجنب استخدام المواد الكيماوية عند تشذيب وتقليم حديقة المنزل، ولا تخزن اخشاب التدفئة داخل المنزل، بل ضعها خارجه في مكان لا تطالها فيه الحشرات، واحتفظ بطعامك دوما في اوعية محكمة الاغلاق، وقم بتنظيف اثار بقايا الطعام دوما.
مسببات الحساسية: ان اجزاء المنزل والادوات التي تتعرض للتلف نتيجة الرطوبة، غالبا ما تكون مكانا ملائما لنمو العفن والكائنات الحية الدقيقة التي تسبب الحساسية (اقرا: اماكن تواجد الجراثيم في المنزل!). لذا وفي هذه الحالات، ينصح: بان لا تستخدم اي جهاز ترطيب هواء الكتروني، وان تقوم باصلاح كافة الامور التي تتسبب باي تسريبات، وان تبقي الحيوانات الاليفة خارج المنزل او على الاقل خارج غرفة النوم، وتستطيع كذلك القيام بوضع قماش مضاد للحساسية على ملف الفراش والوسائد.
التسمم الغذائي: يجب تحضير الطعام وحفظه بطريقة تضمن بقاءه سليما وخاليا من التلف الذي قد يسبب التسمم الغذائي (اقرا: كيف تتعرف على التسمم الغذائي وما هي طرقه واسبابه!). لذا، انتبه دوما ان تضبط درجة حرارة ثلاجتك بحيث تكون دون 40 فهرنهايت (4.4 سلسيوس)، وقم بادخال الطعام المطبوخ او سريع التلف الى الثلاجة سريعا وتجنب وضعه خارجها لفترات طويلة. كما يجب عليك تنظيف الاسطح التي تستخدمها لتقطيع الطعام بالماء الساخن والصابون في كل مرة قبل استعمالها. واحذر من اختلاط النيء من اللحوم والدواجن والاسماك مع اي طعام لن يتم طهيه. ولا تقم بتناول البيض النيء او غير المطبوخ جيدا.
على الرغم من اننا نعيش في عصر قد تكون فيه المخاطر البيئية اكثر شدة من اي وقت مضى، الا اننا كبشر نمتلك في الوقت الحاضر تكنولوجيا تستطيع اذا -استخدمت بطريقة سليمة- ان تحمينا من الكثير من المخاطر خاصة عند تسخيرها لوقايتنا من الكوارث قبل حدوثها!
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!