بيجو 206 كانت تسبق عصرها بتصميمها

رغم تقديم طراز 207 إلا أن السيارة لا تزال تنتج في مسقط رأسها بالإضافة إلى إنتاجها في مصنع "إيران خودرو" في إيران حيث يخرج من أبواب المصنع طراز السيدان أيضاً والذي لا يصنع في أوروبا. ونظراً للشعبية الكبيرة جداً التي تتحلى بها هذه السيارة في الأسواق السورية خاصة وأسواق المغرب العربي، ونظراً للعدد الكبير من الطلبات التي وردتنا بخصوص تجربتها فإننا نلبي اليوم طلبكم بكل سرور.

تم تقديم السيارة للمرة الأولى في العام 1998 حيث كانت تسبق عصرها بتصميمها وكانت تتوفر بعدة طرازات وهي الهاتشباك الثلاثية والخماسية الأبواب والكوبيه المكشوفة سي سي والستايشن العائلية إس دبليو. ولقد حققت السيارة شعبية كبيرة في الكثير من الأسواق الأوروبية خاصة بدليل بيع ما يزيد عن خمسة ملايين وحدة منها.وتنتمي السيارة إلى فئة سيارات سوبرميني والتي تتواجد فيها كل من شقيقتها بيجو 207 وستروين سي 3 ورينو كليو وفولكسفاغن بولو وأوبل كورسا وسيات إبيزا وسكودا فابيا وتويوتا ياريس وهيونداي غيتز/كليك وغيرها، وباعتبارها تنتمي إلى نفس الفئة مع شقيقتها 207 فإن شركتها أرادت لها أن تكون خياراً ذو سعر أخفض في هذه الفئة.

من الخارج: يتطابق طرازا السيدان والهاتشباك في كل شيء من الناحية التصميمة داخلياً وخارجياً، ويبدأ الاختلاف خارجياً بين السيارتين اعتباراً من الدعامات الجانبية الخلفية والتي بدت أكثر عرضاً في طراز السيدان بشكل واضح. وباستثناء التماثلات التصميمية بين السيارتين فإن طراز السيدان بدا بعيداً عن الناحية الجمالية في قسمه الخلفي وهذا شأن معظم سيارات الهاتشباك التي تلحق بها طرازات سيدان دون تخطيط مسبق.

أما مقدمة السيارة فهي لا تزال مواكبة لسيارات هذا العصر رغم بدء ظهور علامات الشيخوخة عليها ويبدو الصادم الأمامي وكأنه قد ركب بشكل لاحق وخاصة فيما يتعلق بالقسم الأسود الذي يتوضع تحت المصابيح والشبك، وبينما يبدو المظهر الجانبي للسيارة جذاباً في طراز الهاتشباك وينم عن توجه رياضي، فإن ذلك المظهر يعاني مما يشبه التشوه في طراز السيدان وخاصة المسافة الطويلة بين العجلات الخلفية ومؤخرة السيارة. وتبقى مؤخرة طراز الهاتشباك هي أجمل ما في السيارة وذلك بتناسقها العام مع المظره الجانبي على عكس طراز السيدان.من الداخل: إذا ما قارنا 206 مع الجيل السابق منها وهي 205 فإنها بالتأكيد أكثر متانة، فـ 206 لا تعاني من الإنهائات الرديئة التي كانت تعاني منها 205 السابقة وتتجلى هذه الفروق في كل من جودة البلاستيك الذي يغطي لوحة القيادة والتصميم العام لتلك اللوحة وحتى القماش الذي يغطي المقاعد.

وتتميز القطع الميكانيكة للسيارة بأنها متينة أيضاً، ولكن ذلك لا ينفي ورود شكاوى تتعلق بكل من جودة تصنيع المقاعد وأخطاء أخرى تتعلق بموثوقية التجهيزات والضجيج المتأتي من المحرك وعلبة التروس دليل ذلك هو توضع السيارة في أدنى لائحة تضم 20 سيارة وتضم هذه اللائحة رضى الزبائن عن السيارة. شان معظم منافساتها خضعت 206 من بيجو لاختبارات السلامة الأوروبية (يورو إن سي إيه بي) وحازت على تقييم 4 نجمات من أصل خمسة كتقييم عام، ولم يتم حساب نتائج التقييم لكل من الأطفال والمشاة كون اختبارات التصادم تمت في العام 2000 حيث كانت تقتصر على الركاب البالغين فقط دون التطرق إلى العوامل الأخرى.ويتوفر للسيارة وسادتي هواء أماميتين بالإضافة إلى نظام منع إنغلاق المكابح (قد تختلف التجهيزات بحسب الوكيل في كل بلد) كما زودت كافة الطرازات بموازن للحركة الأمر الذي يجعل بنية السيارة صلبة وتؤمن حماية كافية للركاب من الصدمات.

تتحلى السيارة بمقاعد مريحة إلا أن مستويات الضجيج التي تخترق المقصورة بدت أعلى مما هو متوفر للجيل الحديث من هذه السيارات بالإضافة إلى كون وضعية القيادة دون المستوى، فلقد بدا المقود بعيداً عن السائق بالإضافة إلى الارتفاع الزائد للمقاعد واقتراب الدواسات من بعضها البعض الأمر الذي يعيق من استخدامها مع علبة التروس اليدوية.ورغم أن معظم منافسات 206 الحديثة تتحلى بأبعاد أكبر من الداخل والخارج فإن 206 لا تزال تعتبر سيارة واسعة خاصة لركاب المقدمة وذلك بفضل سقفها المرتفع والمحدب، وذلك على عكس ركاب المؤخرة الذين سيعانون بالتأكيد من ضيق الحيز المتوفر لأرجلهم خاصة مع وضعية المقاعد الأمامية مرجعة إلى الوراء. ويتوفر حيز للتخزين في أعلى لوحة القيادة كما يتوفر لبعض الطرازات حيز تخزين تحت المقعد الأمامي.

على الطريق: يتوفر لجميع طرازات السيارة مساعد للمقود بالإضافة إلى علبة تروس يدوية سريعة وخفيفة وسهلة التعامل معها. وتعاق الرؤيا باتجاه الخلف بعض الشيء بالخط المرتفع للواجهة الزجاجية الخلفية، إلا أن ذلك لا يتنافى مع كون توضع عتلة تبديل السرعات في مكانها المناسب الأمر الذي يعزز الثقة لدى السائق.إلا أن وضعية القيادة تعاني من مشكلة واضحة وهي أن الدوسات قريبة جداً من بعضها الأمر الذي يخلق بعض الصعوبة في التعامل معها باستثناء أصحاب الأقدام الضيقة شأن النساء، كما أن المقود بدا منخفض الارتفاع، إلا أن وضعية الدواسات بدت أفضل في السيارة المجهزة بعلبة تروس آلية.أما فيما يتعلق بمتعة القيادة وبالمقارنة مع شقيقتها السابقة 205 فإن 206 لا تتحلى بنفس القدر من إقحام السائق والذي كان متوفراً لشقيقتها القديمة، ولا يعتبر هذا الأمر سيئاً لأن مساعد المقود والعزل الصوتي في 206 قد خففا من مسألة الإقحام المذكورة. وللأمانة فإن 206 تبقى منسابة وإيجابية وتواقة للدخول بدقة في المنعطفات مع بعض التصحيح السهل للإنحراف في حال حدوثه، لتتابع إنطلاقتها بعد المنعطف بنشاط. أما طراز السيدان فهو لا يتحلى بنفس القدر من الرشاقة وذلك بسبب الوزن الزائد من جهة، والطول الإضافي في مؤخرة السيارة من جهة أخرى.

ويتوفر للسيارة محركي بنزين أولها بسعة 1.4 لتر وقوة 75 حصاناً وهو مزود بصمامين فقط للأسطوانة ومرتبط بعلبة تروس يدوية، أما الآخر فهو بسعة 1.6 لتر مع 16 صماماً وهو يولد 110 أحصنة، ولقد اخترنا معه الفئة المزودة بعلبة تروس آلية في طرازي الهاتشباك والسيدان.وللأمانة فلقد بدا كلا المحركين ناعماً وهادئاً بشكل مقبول رغم التصميم القديم، ومن الطبيعي مع هذه الأرقام أن يؤمن المحرك الأكبر تأدية أفضل حتى مع علبة التروس الآلية كونه يتحلى بتقنية أحدث وقوة وعزم أكبر، كما أن استهلاكه للوقود لا يعتبر مرتفعاً ويبقى في حدود المقبول ان لم يمكن الجيد- بالنظر إلى تزويد السيارة بعابة تروس آلية.

المصدر: assennara.net