فولكسفاغن جيتا 2010
تعتبر جيتا الحالية من فولكسفاغن نسخة السيدان من شقيقتها غولف (الجيل الخامس منها) وهي تتحلى بصندوق أمتعة واسع بخلاف شقيقتها الهاتشباك غولف.
ولقد حلت السيارة مكان الجيل السابق منها والذي كان يحمل الاسم بورا، وتبدو السيارة شبيهة جداً بشقيقتها الأكبر باسات وخاصة من المؤخرة لدرجة تجعل من الصعب التمييز بينهما لغير أصحاب الخبرة.وتلاقي السيارة شعبية في أسواق الشرق الأوسط وأمريكا كونها تتحلى بجسم سيدان الذي يحظى بالشعبية الأكبر في هذه الأسواق بخلاف الأسواق الأوروبية التي تحظى فيها سيارات هاتشباك وستايشن العائلية بالشعبية الأكبر.
وتنافس السيارة في فئة سيارات السيدان الصغيرة والتي تتواجد فيها كل من اليابانيات هوندا سيفيك وتويوتا كورولا، ومازدا 3. أما من أوروبا فنجد فورد فوكوس وسكودا اوكتافيا ورينو ميغان وستروين سي 4 سيدان، بينما نجد من كوريا هيونداي أفانته وكيا سيراتو وشيفروليه كروز/دايوو لاسيتي.
من الخارج: تتحلى السيارة بتصميم عصري إلا أن يبقى محافظاً بالنظر إلى منافساتها، ورغم كونه كذلك فإن لا يفتقر إلى الناحية الجمالية والتي تتجلى في مقدمة السيارة ومصابيحها المزدوجة وشبك مقدمتها الذي يتوسطه شعار كبير لفولكسفاغن. كما أن القسم الخلفي من السيارة يتحلى بتصميم متناسق تماماً مع كافة خطوطها وذلك ليس بغريب على شركة عريقة وتحمل الجنسية الألمانية.أما المظهر الجانبي فيؤكد من جديد على التصميم المحافظ للسيارة والذي يبدو ضرورياً للتفريق بين شخصيتها المتوجهة نحو العائلة بشكل أكبر بالمقارنة مع شخصية شقيقتها غولف المتوجهة نحو الأزواج أو حتى الشباب.
إلا أن الأناقة لا تزال واضحة المعالم سواء من الجانب أو من أية الزوايا نظزرت إلى السيارة. وتبقى قاعدة العجلات القصيرة بالنسبة إلى منافساتها واضحة لأصحاب الخبرة من خلال دخول العجلات بعمق داخل مقصورة القيادة. من الداخل:لم تعد ماركة فولكسفاغن تمثل تلك السيارة الشعبية، بل اتخذت الشركة منحىً جديداً يبدأ بالتركيز على الجودة والإبتعاد عن مفهوم السيارة الشعبية بعدما باتت تملك ماركة سكودا التي تغطي هذه النقطة دون التضحية بالجودة.
وتعتبر جيتا الحالية هي الجيل الخامس من هذه السيارة كونها مبنية على قاعدة شقيقتها غولف في جيلها الخامس أيضاً، إلا أن جيتا يتم تصنيعها في المكسيك بسبب زيادة الطلب عليها في الأسواق الأمريكية القريبة لها بخلاف شقيقتها غولف التي تصنع في ألمانيا، إلا أن ذلك لم يقلل من مستوى الجودة المتوفرة لجيتا نهائياً. وبالمقارنة مع شقيقتها الأكبر باسات فإن مقصورة جيتا لم تبد تلك الفخمة جداً وخاصة مع البلاستيك المتوفر داخل المقصورة والذي لم يبتعد كثيراً عما هو متوفر لليابانيات.وباعتبارها تنتج في المكسيك فإن جيتا لم تخضع لاختبارات السلامة الأوروبية (يورو إن سي إيه بي).
إلا أن شقيقتها غولف حققت نتيجة خمسة نجوم من أصل خمسة وتتوقع فولكسفاغن أن تحقق جيتا نفس النتائج كونها مصنوعة إنطلاقاً من غولف التي حققت تقييم أربعة نجوم من أصل خمسة فيما يتعلق بصدم المشاة.وتتضمن التجهيزلا الأساسية للسيارة أربعة وسائد هواء (أمامية وجانبية) بالإضافة إلة وسائد هواء علوية (ستائر) والتي تتوفر اختيارياً بحسب المواصفات التي يستورد بها الوكيل في كل بلد، كما زودت السيارة بمساند رأس نشطة تحول دون التواء أعناق الركاب في حالة الإصطدام، بالإضافة إلى مقاعد خاصة بالأطفال بنظام إيزوفيكس كتجهيز إختياري. كما زودت السيارة بنظامي منع إنغلاق المكابح والتحكم بالتماسك قياسياً بالإشافة إلى نظام مؤازرة المكابح.
وتتحلى السيارة بهدوء جيد جداً داخل المقصورة والذي يتجلى مع المحركات العاملة بالبنزين، ويتراجع مستوى هذا الهدوء مع المحركات العاملة بالديزل، إلا أننا نظل ممن يشجعون على اقتناء السيارات العاملة بالديزل نظراً لاستهلاكها امنخفض من الوقود ونسبة إنبعاثاتها الأقل من غاز ثاني أوكسيد الكربون، كما نهيب بالسادة الوكلاء استيراد هذه السيارات وخاصة تلك المزودة بمحركات مشحونة (توربو). أما جودة الركوب فبدت قاسية نوعاً ما وخاصة مع اعتماد إطارات بجانب شديد الإنخفاض مع عجلات بقياس 17 إنشاً، وبدت السيارة قادرة على تجاوز مطبات الطرق بسهولة وراحة.
أما الحيز الداخلي فبدا واسعاً رغم قصر قاعدة العجلات بالمقارنة مع منافساتها (أقصر بحوالي 3-11 سم)? ويعزى ذلك إلى الخبرة الكبيرة للشركة في صنع السيارات ومقصوراتها الأمر الذي ينطبق على جيتا التي تتحلى بحيز جيد لأرجل الجالسين في الخلف طالما أن ركاب المقدمة ليسوا ممن يفوقون 1.85 بالطول، كما أن السقف المرتفع والمقصورة العريضة للسيارة زادا من الرحابة بداخلها. ويزيد من الشعور بالراحة مستوى التجهيزات المتوفر داخل المقصورة والذي بدا غنياً مع ابتعاد عن التزيينات المبالغ بها، كما يتوفر داخل المقصورة العديد من أماكن التخزين شأن حاملات الأكواب والجيوب داخل الأبواب. أما صنجوق الأمتعة فتزيد سعته عن الجيل السابق الذي كان يحمل الاسم بورا بواقع 72 لتراً، كما أنه يمكن زيادة حجمه بطي جزء أو كل مساند المقاعد الخلفية المنشطرة بنسبة 60/40.
على الطريق:اخترنا لتجربتنا محركين أولهما قديم وهو ذلك الرباعي الأسطوانات بسعة 1.6 لتر مع صمامين فقط للأسطوانةن بينما المحرك الآخر فهو جديد وهو بسعة 1.4 لتر مع توربو وقوة 122 حصاناً.ونبدأ مع المحرك الأول والذي زودت معه السيارة بعلبة التروس الآلية الحديثة للشركة وهي ذات قابض/فاصل ثنائي وتتألف من سبعة نسب أمامية، ويتوفر للسيارة مع هذا المحرك تأدية مدينية متواضعة لمن يبحثون عن الاعتدال المطلق في قيادتهم اليومية، ولكن ينشدون الانتقال من عملهم إلى بيتهم وبالعكس بهدوء وسكينة دون البحث عن التسارع والنشاط.اما المحرك الآخر فهو مأخوذ من شقيقتها غولف الجيل السادس وهو مزود بشاحن هواء (توربو) دون ضاغط حجمي وهو يولد 122 حصاناً مع عزم دوران يبلغ 200 نيوتن.م بالإضافة إلى اتصاله بنفس علبة التروس المتوفر لطراز القاعدة. ولقد حل هذا المحرك محل محرك الـ 2 لتر السابق بسعة 2 لتر وقوة 115 حصاناً،
وهو يتفوق عليه بالقوة ببضعة أحصنة، إلا أن الأهم هو الفرق الكبير في استهلاك الوقود لصالح هذا المحرك والذي ينخفض عن محرك الـ 2 لتر السابق بما يزيد عن 30%.وكون السيارة مزودة بصندوق أمتعة يزيد من طولها بالمقارنة مع شقيقتها غولف، فإن ذلك جعلها تبدو أكثر توازناً من غولف وليس هذا بالأمر الغريب بالنسبة لسيارات السيدان كونها تتحلى بتوزيع أفضل للوزن بين جهتيها الأمامية والخلفية.
وبدت السيارة أكثر تجاوباً مع المحرك المشحون وبشكل واضح لا يقبل المقارنة، إلا أن مساعد المقود بدا قوياً بعض الشيء لدرجة قد تشعر لست بحاجة لهذا الكم من المساعدة، كما أن أبعاد السيارة التي يفوق طولها 4.5 كتراً تنأى بها عن التعامل مع سيارة ذات تأدية رياضية وختى مع المحرك الأكبر. إلا أن قيادة السيارة بدت سهلة وخاصة مع التحكم السهل بوظائفها والتي تمن توضعها بعناية مطلقة داخل المقصورة.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!