ما هي انظمه التعليق في السيارة وما هو تعريفها و ما هي انواعها ؟
الإجابة:
يعتبر نظام التعليق في السيارات , مع الاطارات والمكابح , أحد العناصر الحيوية الرئيسية لسلامتك وسلامة عائلتك أو غيرهم ممن تحب , قبل الوسائد الهوائية , وأجهزة منع الانزلاق , وكل ماشئت . وبالرغم من أن نظام التعليق هو نظام يسهل فهم وظيفته وكيفية عمله , الا أن الغالبية العظمى من الناس (سائقين أو غيرهم) , لايعرفون كيف يعمل , أو حتى ماهو نظام التعليق في السيارات ! والسبب الرئيسي لذلك , هو أن نظام التعليق هو أحد الأنظمة المخفية , غير الظاهرة للعين . فهيا معنا لنفهم سوية بعض الأساسيات لنعرف حقيقة ماندفع ثمنه في سيارة ما : ماهو (التعليق) : انه كل مايخفف ويمتص ما أمكن من تأثيرات ومساوئ الطريق , من مطبات وحفر , أو حتى انعطافات حادة يقوم بها السائق . وقبل التحدث عن أنظمة التعليق المعروفة , لابد من التذكر بأن الاطارات نفسها جزء من عناصر اتخميد لأنها هوائية وتمتص قسماً من الارتجاجات . أكثر من هذا , مقعدك نفسه جزء آخر من عناصر التخميد , لأنه يمتص بدوره بعض الارتجاجات . وان كنت سميناً اسمح لنا بلفت نظرك الى أن جسمك يخمد الارتجاجات قبل نقلها الى عظامك . أكثر مما يحدث لدى انسان هزيل . لالا . لاتتناول المزيد من الحلويات !! مايعرف بتسمية (نظام التعليق) هو مجموعة وصلات بين هيكل السيارة من جهة , والعجلات (أو المحورين في بعض الأنظمة) من جهة أخرى . وهو ضروري في كل موضع يربط بين الهيكل والأرض , أي عند كل موقع اطار , لذلك هناك تعليق أمامي , وآخر خلفي . ولا ينحصر دور نظام التعليق بضبط مدى الحركة عمودياً , ووتيرة تلك الحركة , بل يشمل أيضاً ضبط توجه العجلات في الخط المستقيم كما في المنعطفات , على نحو يساعد في الانخراط حسب توجيه السائق , أو عند الكبح والانطلاق , وذلك خصوصاً من خلال معايير عمودية العجلة وزاويتها. والآن هيا بنا لنتعرف معاً على كل جزء بالتفصيل : النوابض : مبدأ النوابض بديهي ويرتكز على مبدأ مقاومتها لأي قوة تسعى الى ضغطها . وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من النوابض : النابض اللولبي : نعم , انه النوع ذاته الذي تعودنا عليه منذ فتحنا أول قلم حبر جاف بزر نكبسه من أعلى . ويمكن للنابض اللولبي أن يكون عموديا , أو منحنياً بنسبة معينة , لاسيما في التعليق الخلفي للحد من استئثاره بجزء معين من مساحة صندوق الأمتعة. العارضة الالتوائية : ترها مستقيمة ظاهرياً كأي عارضة معدنية , لكنها في الواقع مفتولة صناعياً , وترتبط بالمحور من جهة (وهو العنصر المتصل بالعجلة والذي يتلقى الارتجاجات) , وبقطعة ثابتة تربطها بالهيكل من جهة أخرى . وعند تعرضها لضغط من جهة العجلة أو الهيكل , ترد العارضة الالتوائية بالانفتال في الاتجاه المعاكس . والعارضة الالتواية حل مفيد خصوصاً في التعليق الخلفي للسيارات الصغيرة لأنها أفقية ولا تتطلب بالتالي مساحة عمودية مثل النابض اللولبي الذي يطالب عادة بحصة معينة من مساحة صندوق الأمتعة . المقصات : هي عبارة عن مجموعة عوارض معدنية مسطحة ومتباينة الطول لتركيبها في طبقات , الواحدة تلو الأخرى , قبل ربطها بالمحور (الخلفي اجمالاً) . تلك كانت وسيلة التعليق الأكثر رواجاً في اماضي , لا لرخصها فقط (رخيصة للصنع والتركيب والاصلاح) بل أيضاً لتحملها ضغوطاً لاتزال تبرر استخدامها حتى اليومفي عدد من موديلات (البيك أب) أو بعض سيارات الدفع الرباعي , ضافة الى الشاحنات بالطبع . في المقابل , ليست راحة الركوب من نقاط قوتها على الاطلاق !! أسطوانات التخميد : لو تولت النوابض وحدها مهمة تعليق السيارة , لكان سلوك السيارة أشبه بسفينة في بحر هائج , تقفز مرات ومرات فوق كل حدبة أو نتؤ بالشارع , لا بالهيكل وحده بل خصوصاً مع الاطار الذي يرتفع كثيراً عن الأرض ولو فوق نتؤات بسيطة , مما يعني عملياً وقوع حادث بعد كل مائة متر ربما !! هذا عدا عن مشاكل الضلوع والمفاصل وفواتير الاطباء قبل الكاراج . ومهما أكلت من الحلويات !! لذلك فان كان النابض يدفع القوة الساعية الى ضغطه , فان دور اسطوانة التخميد يأتي في ابطاء عملية الانضغاط (أي عند تلقي الاطار صدماته) , ومساعدة النابض اذاً في تبديد أثرها وفي اعادة الاطار الى ملامسة الطريق في أسرع مهلة ممكنة , ومن دون السماح بحدوث القفزات المتتالية التي نشعر بها عندما تسوء حالة اسطوانة التخميد . وهناك أنواع مختلفة من اسطوانات التخميد , لكنها تعتمد اجمالاً مبدأ يمكن تشبيهه بمنفاخ اطارات الدراجة الهوائية : أسطوانة خارجية فيها مكبس مضغوط هيدرولوكياً (أي بسوائل , ومع غازات في بعض الأحيان) , ويتصل أعلى اسطوانة التخميد بهيكل السيارة , وأسفلها بأحد مواضع تثبيت نظام التعليق . ويمكن للأسطوانة أن تكون مائلة شبه عمودية أو أكثر انحناءً جانبياً (خصوصاً في الخلف) كما ترى في عددا من الصور . ومروراً , يمكن ذكر (عائلة) "سنساتراك" من أسطوانات التخميد التي تطلقها شركة (مونرو) الأمريكية , وتعتمد مبدأ التخميد المتبدل القسوة حسب قسوة الصدمة . الوصلات المعدنية : تلك ي أكثر عناصر اتعليق (ثرثرة) على الذهن , لكن اعتبرها مجرد وصلات معدنية , لأنها ليست أكثر من ذلك !! وما مهمتها الا (تمتين) اتصال الهيكل بالمحور أو بمحيط كل الاطارات , لا أكثر ولا أقل . وما الفوارق الا في وضعياتها ووجهاتها , وهي تأتي في أشكال عدة لأدوار مختلفة , وسترد في الوصف التالي لأنظمة التعليق نفسها . منها مايلعب دور تخفيف التمايل الجانبي , أو يضبط وضعيات العجلات في المنعطفات , أو يساهم في توجيه الاطار الخلفي مثلاً الى الانعطاف قليلاً لتحسين دقة السلوك . حسناً . ماذا نفعل الآن بانوابض وأسطوانات التخميد والعوارض المختلفة ؟؟ علينا توصيلها بطريقة أو بأخرى حسب تصميم أسفل السيارة , وحسب توجهها ( سريعة أو بطيئة , رياضية أو عائلية , سيدان أو بيك أب) . تحتاج الآن نوابضنا وأسطواناتنا التخميدية الى نقاط اتصال تربطها بالهيكل من أعلى (مع قطع مطاطية تمنع انتقال الارتجاج الى الأخير) , وبعناصر جهاز التعليق السفلية من جهة أخرى لتجيز حركة العجلات صعوداً وهبوطاً ضمن هامش محدد . أضف بعض العوارض لاحكام المجموع ومنع تمايله عند أي انعطاف وفوق أي نتؤ , ونظام تعليقك جاهز !! ماهي خياراتك الآن لترتيب هذه العناصر ؟؟ أسلوب التعليق . مستقل أم متصل ؟؟ قد تكون تلك العناصر السفلية خاصة بكل عجلة , ومستقلة تماماً عن آلية العناصر السفلية الخاصة بالعجلة المقابلة في المحور ذاته . هذا هو التعليق المستقل , بكل بساطة ! أما اذا كانت آلية التعليق مشتركة للمحور ككل , أي متصلة بشكل أو بآخر بين الجهتين , فيعتبر نظام التعليق عندها من النوع المتصل ! لماذا يُفضل النظام المستقل ؟ بكل بساطة , لأن الارتجاجات الواصلة الى أي عجلة تعالج بواسطة نظام تعليق تلك العجلة , فلا تنتقل آثاره المباشرة الى الجهة الأخرى من السيارة كما لو كان النظام (متصلاً) بين الجهتين . ولا تنحصر مساوئ الأنضمة المتصلة بانتقال الارتجاجات من جهة الى أخرى وتردي مستوى الراحة فقط , بل تصل خصوصاً الى تأثر جهتي السيارة عند مرور أي من العجلتين فوق نتؤ أو حفرة في الطريق , خصوصاً عند الانعطاف , مما يؤدي في الحالات القاسية الى انحراف مفاجئ . ومع أن نظام التعليق الأمامي المستقل أصبح يسود جميع سيارات اليوم . الا أنه لاتزال هناك أنظمة خلفية غير مستقلة , ويقل انتاجها تكلفة عن المستقلة , لكن الاتجاه العام يميل في السيارات العصرية الى الترتيب المستقل في المقدمة والمؤخرة على حد سواء لزيادة الراحة وثبات السلوك في آن واحد . فتنبه جيداً لدى قراءة كتيبات السيارات الجديدة الى أنك لن تجد عبارة (نظام تعليق خلفي غير مستقل) , لأن الصانعين لايرغبون في الافصاح عن ذلك صراحة , بل ستقرأ عبارات مختلفة عن عوارض ونوابض , وماتريده من مصطلحات تأمين الراحة والثبات . كيف تعرف اذاً؟؟ بكل بساطة : عندما يكون التعليق الخلفي مستقلاً ستقرأ عبارة (تعليق خلفي مستقل) بكل وضوح , أو (تعليق مستقل في الجوانب الأربعة) أي في المقدمة والمؤخرة , لأن التعليق الخلفي المستقل حجة تسويقية لاينساها الصانع . لكن يجدر التنبيه الى أن بعض سيارات الدفع الرباعي أو (البيك أب) تختلف بعض الشئ في هذا المجال . فالمحور الخلفي غير المستقل ليس نادراً هنا . (وان كان غير منتشر) . بل قد تجد خصوصاً عند الأمريكيين تعليقاً خلفياً غير مستقل ولايزال يعتمد على النوابض المقصية . ليس في الأمر عيب بالضرورة , لكنه يعني أن توجيه السيارة يميل الى تحمل ظروف الخشونة والأوزان الثقيلة أكثر مما الى راحة قريبة من سيارة الصالون .
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الموضوع الآن!